تصوير يوسف عبية |
منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نسمع كل يوم عن تجاوزات الكثير من اعضاء اللجان والاجهزة المسئولة عن حفظ الامن فى طرابلس ..
منذ فترة ايضا وانا اشعر بالخوف فى عيون المواطن الليبى المقيم فى طرابلس واستنبط مابين السطور فى كل ما اقرائه على اغلب صفحات التواصل الاجتماعى ( مع التغاضى الواضح من قبل عيون الاعلام الليبى هذا ان كان لديه اعين ترى كما تلك الاذان التى تصغى للاوامر).
نسمع يوميا عن سرقة محل تجارى تحت الاكراه بالسلاح ..ونفس اليوم فى مكان اخر عن سرقة اموال وهواتف مجموعة من العمال الاجانب والعرب ايضا..وطبعا قصة كل يوم .. سرقة سيارة (من نوع متوسط او جيد) من مواطن قد يكون فى امس الحاجة اليها لقضاة متطلبات يومه وحاجات اطفاله مع انخفاض مستوى الخدمات فى طرابلس من مياه او توصيل للمدارس او حتى الذهاب الى العمل اوغيره مما نعرفه او نعانى منه جميعا.
لماذا ؟
لماذا اصبحت حياة المواطن الليبى لا تساوى ثمن سيارته ؟
لماذا لايقدرالليبيون فى طرابلس ان يتجولوا فى الاماكن الخالية من الحركة اوالمتطرفة ؟ او الذهاب كما تعودوا على رحلات عائلية (الزردة) ؟
قد يقول لى البعض فليلجاء المواطن الى الأمن اوالشرطة !!
لم يعد هناك أمن او شرطة .. بل حتى انهم لايقدرون على حماية انفسهم .. نعم لايقدر الشخص المخول شرعيا وقانونيا الوقوف امام اى سارق او خاطف فى طرابلس ؟
مرة اخرى لماذا ؟
لانه يواجه سارق وخاطف شرعى !! نعم شرعى .. فلقد تكونت عصابات ومراكز قوى احتلت المبانى والمكاتب فى كل شارع او قرية او تجمع سكنى .. احتلوا مقرات الشركات الوطنية والاجنبية..احتلوا بيوت من خدموا فى النظام السابق .. وتمركزوا فيها بكامل التحصينات..والشرعية..نعم شرعتهم بعض القيادات فى الدولة واعطتهم كامل الحرية للتصرف كل على هواه وميوله الشخصية.
اعطتهم القناع واللباس والاليات والاسلحة ايضا .. دعم كامل قد يكون متعمد لاستعمالهم كحماية لهم فى بعض الاحيان.
ها نحن امسينا نمر بالبوبات الامنية الغير مترابطة قانونيا بمركز شرطة او غرفة عمليات تتحكم بها اوتسيطر على تصرفاتها .. ودوريات تجوب الشوارع والازقة وفى بعض الاحيان البيوت بحثا عن سيارة جذابة او حفنة اموال .. فترغب بها وتستحل هدر دماء اصحابها بكل برود وبدون قيد او خوف.. فتعذب وتخطف وتقتل البشر بلارحمة او حتى انسانية.. قبل القتل طبعا يسبق التعذيب النابع من سادية وعدوانية مكبوتة .. والذنب .. انك تملك سيارة جميلة او بيت انيق !!
وعندما تسلم الجرة من الكسر وتجد من يقف بجانبك او يحميك من هولاء الامنين ,, ستكون سعيدا (كما يجب عليك كمواطن) بانه تم انقادك من القتل - وليس من الضرب والتعذيب - وسيقول لك المسئول الكبير انك صاحب حق وانه متاسف وعلى استعجات ان يتحمل مسئولية هذا الفعل الشائن .. حتى انه قد يمد لك خده بحزم ويقول لك ( حتى لو بتضربنى اضرب ) .. طبعا لن تقدر على ذلك وان اردت ان تفعل فستجد انك لاتملك الجهد حتى لرفع اصبعك .. وما عليك الا ان تظهر الامتنان العميق له شاكرا و ان تنسى ممتلكاتك وتخرج وان تدعوا الله ان لا يلحق بك احد هؤلاء الافراد ويرديك قتيلا - وقد حدثت من قبل لصديق عزيز رحمه الله عندما ذهب لااسترجاع سيارة قريب له فتم اطلاق النار عليه فى الشارع التالى لمكان احتجاز السيارة ,, ويعلم الله انى اعد هذه الصديق وكل من تعامل معه انه من افضل شباب طرابلس ومن بيت كريم عرف عنهم التصدق ومساعدة المحرومين منذ زمن طويل - فانت اذا كتب لك عمر اخر بمنة ذلك القائد الذى لم يقدر على مايبدوا على تنبيه وقيادة افراده او ردعهم ,, وربما يكون متورط معهم وربما لا والامر كارثة فى الحالتين.
هناك شى مشترك بين كل هذه الاجهزة الامنية,,, الا وهو تصرفات افرادها (لا اقصد الاعتداء وتجاوز القانون)..بل اقصد السلوك..على مايبدوا ان هؤلاء الافراد (كما يعتذر قادتهم ) شباب طائش (عذر اقبح من ذنب ) وقد تاخدهم الحماسة ( اعتقد انه شى اقوى من الحماسة..شى يجعل العقل لايقدر ان يميز بين الخطأ والصواب ويترك للغرائز والسادية حرية التصرف والمقود يكون للهمجية فيه) فيتصرفون بشكل عنيف..( طبعا ليس التصرف فى صالح الامن او المواطن لان المستهدف بالعنف هو المواطن وهو من يتلقى كل هذا الكم من التصرفات الا انسانية ).
اسئل هنا ويملائنى شعور كبير بالحيرة والامتعاض ... هل تعنيف وقتل المواطن نابع من خطورة المواطن على الامن ام من الطمع فى مايمتلكه المواطن ؟
للعلم اعتقد ان هذا الشى - الذى اقوى من الحماسة التى اخذت الافراد فى التعامل مع المواطن وانجرفت بهم الى حد القتل والاستيلاء على ممتلكاته - يتغدى على مواد تُذهب وتُميع المنطق ... وهنا لا نجد الا المخدرات ,, وبما ان تاثيرها يزول فان الفرد فى حاجة ماسة لها كل يوم حتى يزود حماسته وحرصه على الامن الوطنى ...
ارجوا من كل الراغبين فى نشر قصصهم عن احداث مشابهة او اعتداءات قد اختبروها شخصيا او شخص قريب او من مصدر موثوق مشاركتى هنا .. فانا ارغب بايصال هذه الاحداث وتفاقمها الى اذن قد تصغى الينا .. ولا ترد علينا بانه على استعداد ان نضربها هى ايضاً.
فهكذا قد نتمكن من ازاحة قناع الشرعية و قناع رجل الامن عن وجوه كثيرة تتخذ من الوطنية مبرر للسرقة والقتل .. ولا تجد رادع لها.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ردحذف